مع اقتراب موعد بداية العام الدراسي، تعودنا أن تزدان المحال التجارية والأسواق والمكتبات بأنواع وألوان شتى للأغراض المدرسية والمستلزمات التي يحتاجها الطالب طوال عامه الدراسي. ويخرج الصغار بصحبة أوليائهم في جولة تسوق سنوية لاختيار أغراضهم المدرسية. ولا ضير في هذا (مالم يتصف بالمغالاة في اقتناء هذه الأغراض) فهو بلا شك له الأثر الطيب في نفس الطفل، ويغمره بالسعادة والشوق لبداية المدرسة والخروج أمام زملائه بما لديه من جديد.
ولكن ما أود الحديث عنه اليوم هو تهيؤ من نوع آخر للدراسة، التهيؤ الذي نضع فيه نصب أعيننا عاماً دراسياً مريحاً ممتعاً، ونهاية سعيدة يعلو معها صوت التهليل والتكبير وتغمر بها الفرحة قلوب العائلة بنجاح فرد من أفرادها.
والبداية السليمة هي أقصر طريق للنهاية السعيدة. وأبناؤنا الآن وبناتنا وهم يخطون أول خطوات بداية العام الدراسي. يحتاجون لمد يد العون لهم كي يخططوا جيدا ويرتبوا أفكارهم وأولوياتهم بما يكفل لهم حسن البداية.
وهذه خطوات ثلاث ابتدائية لاستقبال المدرسة:
مراجعة ما تعلّمته في السنة الماضية:
يمكن مراجعة ما تمت دراسته في السنة الماضية قبل البدء في السنة الجديدة، إذ يمكن قراءة الملاحظات والمقالات المتعلّقة بمادة العام الماضي، إذ يجدر القيام بذلك لتنشيط الذاكرة، وإعدادها لاستقبال معلومات جديدة مبنيّة على النظام السابق وما تمّ تناوله قبلاً، الأمر الذي سيزيد ثقة الطالب بنفسه مع اقتراب العام الدراسيّ.
ضبط جدول النوم:
ينبغي تعديل جدول النوم قبل البدء بالعام الدراسيّ، إذ إنّ الكثير من الطلاب ما يتأخرون في النوم، الأمر الذي يصعّب الرجوع إلى الروتين اليوميّ الذي كان ملتزماً به أثناء الدراسة، لذا ينبغي التدرّج في إعادة جدولة النوم، حتى لا يجد صعوبة في ذلك، وقد يكون ذلك من خلال فتح الستائر لدخول الضوء الطبيعي في الصباح، والعمل على تخطي وجبات الطعام المتأخرة التي تحفّز الجسم للبقاء لوقت متأخر من الليل، إلى جانب الحدّ من المنشّطات والمنبّهات، مثل الكافيين، أو مشروبات الطاقة.
التسوق لاحتياجات المدرسة:
إنّ القيام بالتسوّق قبل بدء العام الدراسيّ، وشراء الاحتياجات المدرسية يحفّز لدى الطفل مشاعر تشجعه على البدء بنفسية وروح جديدة، لذا يفضّل استشارتهم في ذلك وطلب رأيهم في الاحتياجات التي سيتمّ اقتناؤها.
بالإضافة إلى الخطوات الابتدائية هنالك بعض الخطوات المهمة من أجل الاستمتاع بالعام الدراسي واستغلاله الاستغلال الأمثل بغية الوصول للنجاح المنشود بإذنه تعالى ومنها:
أولا: يفيد كثيرا استعراض شريط ذكريات العام الماضي، والتعرف على ما تخلله من سلبيات وإيجابيات وما كان به من أخطاء وإنجازات، وتدوين كل ذلك في مفكرة الطالب الخاصة للرجوع إليها متى استلزم الأمر.
ثانيا: وضع أهداف محددة لهذا العام أمر مهم، وتحديد ما يرغب الطالب في تحقيقه. والتأمل في هذه الأهداف جيدا.. والتأكد من كونها:
منطقية وقابلة للتنفيذ - تلائم العمر والقدرة والطموح - تتمشى مع عادات الأسرة والمجتمع.
ثالثا: وضع خطوات تساعد في تحقيق كل هدف والاستعانة بالملاحظات التي سبق ودونت عن العام الماضي؛ لوضع أهداف وخطوات تصحح الأخطاء السابقة، ومن ثم ترتيب هذه الأهداف وخطوات تنفيذها في خطة زمنية منظمة من أجل السير عليها طوال العام.
رابعا: تعزيز حسن الظن بالله، وأنه القادر على إمدادنا بالقوة والقدرة على تحقيق النجاح.
خامسا: تعويد النفس على ألاَّ تُلقِ بالاً لكلمات السخرية والنقد الهدَّام التي قد تسمعها من هذا أو ذاك. فأنت أقوى وأروع من أن تثنيك سخرية الحاسدين عن عزمك.
سادسا: البحث عن صديق (صديقة) يدفعك للأمام والابتعاد عن رفاق السوء الذين يشدون للوراء ويقودون للشقاء.
سابعاً: راقب استعمالات هذه الأمور:
فمك: لا يخرج منه إلا الكلام الطيب (فهذا يقربك من قلوب من حولك، ويزين صورتك في عيونهم). ولا يدخله إلا الطعام المفيد (وهذا يعزز قواك وصحتك ويعود بالفائدة على عقلك وجسمك).
عقلك: زوده بالمعلومة المفيدة، واحمه من تفاهات الأمور، ولا تجعله عرضة للخطر بمراقبة مصادر المعلومات الضارة (فهذا يعود عليك بالحكمة في اتخاذ القرارات وحسن التصرف).
جسمك: أعطه حقه من الرياضة والاهتمام والتغذية السليمة. واحرص عليه من الخطر والخطأ (فهذا يعود عليك بالحيوية وبصفاء البال وراحة الضمير).
ثامنا: تعليق خطة الأهداف في مكان ظاهر يعين على التذكر والمتابعة. وتزيينها وتلوينها بالألوان المفضلة يبعث على البهجة ويشد العين إليها. وبالتالي يسهل تفقدها يوميا (أو أسبوعيا على أبعد تقدير) ومراجعة خطواتها وتقييم مدى تقدمك في تنفيذها.
اضافةتعليق
التعليقات