الحياة مسرح التجارب، وفي حياة العظماء تجارب وعبر وعظات، وذاكرتهم منجم.. لمن يريد الثروة والغنى.
وذكرياتهم كتاب تاريخ لحياة أمة وليس لحياة شخص واحد، فهم الذين يساهمون فـي صناعة الأمة وصياغة حضارتها، فسيرتهم الذاتية هي السيرة التاريخية للأمة، ففي هذه السيرة نلتقي بالأمة وهي تمشي في الوِهاد وفي السهول، تعبر من ضفاف إلـى ضفاف، تتسلق الجبال وتهبط الوديان.
وعندما يكتب القادة ذكرياتهم، إنمّـا يكتبون التأريخ للعبرة، من هذا المنطلق ناقش نادي أصدقاء الكتاب في اجتماعه الشهري كتاب (تلك الأيام) صفحات من تاريخ العراق السياسي لمؤلفه الامام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي "قدس سره الشريف".
ويضم الكتاب بين دفتيه مذكرات تسلّط الضوء على جانب مهم من تاريخ العراق الحديث، خصوصا ما يتعلق بجهاد العلماء ضدّ المد الشيوعي الذي كاد أن يلتهم العراق، وبعده الحكم الديكتاتوري الغاشم، ومن المرشّح هذا الكتاب أن يتحوّل إلى مصدر مهم من مصادر البحث والتحقيق لأنه يفيد الباحثين والمحقّقين، حيث سيلتقون بحقائق مهمة لم تذكر في أي كتاب أو كرّاس.
كما يميّز هذه المذكرات أنها الأولى من قبل مرجع ديني كبير من مراجع الأمة الإسلامية الذي كان له الدور البارز في صياغة الأحداث والوقائع، فلم يكن شاهداً فحسب بل كان صانعاً أيضاً.
وأهمية هذا الكتاب تكمن في عدة أمور:
أولاً: بساطته واسترساله في الموضوعات السياسية المختلفة بحيث يشدّ القارىء إلى مواصلة قراءته حتى النهاية.
ثانياً: إنه يكشف عن سيكولوجية الحكام والمسؤولين قلّما يعرف الناس عنها لسبب عزلتهم عن المجتمع والجماهير.
فهذا الكتاب يقدم للقارىء صورة حقيقية عن هؤلاء الحكام الذين أرسى قواعدهم الغرب في بلادنا كيف يفكرون وكيف يتحاورون؟؟
ثالثاً: أنه يبين المنهج الفكري الغربي وعلى لسان الحكام في طرح الشبهات حول الشريعة الإسلامية.
ثالثاً: أنه يبين المنهج الفكري الغربي وعلى لسان الحكام في طرح الشبهات حول الشريعة الاسلامية.
رابعاً: إنه يبين المنهج الفكري النابع من صميم الدين الحنيف ومن سلوك الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والائمة المعصومين والذي دعى إليه الامام المؤلف ( قدس سره) خلال حواراته ولقاءته.
خامساً: أنه يبين تاريخ مهم لحقبة مهمة من التاريخ المعاصر للعراق والمنطقة حيث أستطاع المؤلف أن يدون الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بصورة دقيقة من خلال حواراته ومناقشاته مع الرؤساء والحكام تمكن فيها من أن يعري الواقع المتلهف الذي يعيشه العالم الاسلامي في ظل الديكتاتوريات المقيتة.
وقد احتوى الكتاب اللقاءات المتعددة خلال حقب مختلفة، كان في كل منها رسالة توحي درس وعبرة.
وقد ابدين المشتركات تفاعلهن وذلك لان الكتاب كان شمعة تنويرية وقد حمل استفادة كبيرة بكشف حقائق كان من الممكن ان لايعرفوها ولو بعد حين.
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات