حينما تتعرض لألمٍ، ومرضٍ، أو يرتفع ضغطك والعديد من تلك الأمراض التي نتعرض لها في حياتنا، يقولون لك إذهب للطبيب ليرى حالتك ويعالجك وليشفيك، لكن أنا رأيت عكس ذاك!.
قد يتساءل البعض لما وكيف؟!
في منتصف الليل من يوم السبت تعرضتُ لوعكة صحية، كادت أن تتوقف نبضات قلبي، وكادت تذهب مني روحي، لم أستطِع التنفس، ولا الكلام، كنت تعبة جداً فكان جميع أهلي منهم من يصرخ في وجهي ومنهم من يبكي عليَّ، ومنهم من يضرب وجهه ويصيح متألماً، وأنا ممددة في الفراش، أحاول أن أتشهد الشهادتين، فكان بجانبي احد أفراد عائلتي يقول لي قل: يا الله يا محمد يا علي، تكلمي لا تبقي تنظرين لنا بصمت، وبعدها أسرعوا بي الى المستشفى في منتصف الليل، الساعة 3 الثالثة صباحاً، ركبت سيارة الأجرة، وذهبوا بي للمستشفى في مكان إقامتنا هناك، ولما وصلنا، كنا لا نعرف ما نفعل، ركض أبي وأمي مسرعان ليجلبا الطبيب، لكن المفاجأة الصادمة، لا يوجد طبيب ولا أي شيء!.
أصابنا الذهول وبعد ثوانٍ قليلة قالوا لنا: في المستشفى يوجد لدينا مضمد فقط، وقد يكون نائما الآن وهو الذي يكون خافراً أثناء الليل.
في المستشفى، أتى يقول ضعوا لها الأوكسجين لتستعيد أنفاسها وأخذ أخي الجهاز ووضعه لي مدة من الوقت، وبعدها قال الطبيب أو المضمد، لا يوجد لدي شيء من العلاج لأعطيها إياه، عليكم بأخذها لغير مستشفى الآن، لتكونوا مطمئنين عليها أكثر، وبعدها تحسنت حالتي بعض الشيء، فعدنا الى حيث أتينا.
وبعدها ذهبنا لمستشفى أخرى في غير المنطقة التي نسكن فيها، وما زلنا نسير في الطريق المعتم، فأضواء شوارعه قديمة وبعضها لا يعمل، وحينما وصلنا إلى المستشفى الاخر، حدثت الصدمة الأخرى رغم وجود طبيب لكنه أي طبيب! فقد أطلقت عليه (طبيب مكنك).
أو (طبيب ويفاي )، يا الله ما هذا البرود الذي عليه، وجدته جالسا وبقربه كرسي آخر كان يضع أقدامه عليه، وكان مستلقيا ولا يعلم بالحال، كان مسترسلا مع ما تقوله مواقع التواصل الاجتماعي، وماذا نشر ولمن بعث تعليقا ومن يضع له لايك، وقفشات مضحكة، رأيت ملامح وجهه فقط تتبسم في تلك الشاشة، وكان فاتحا عينيه، كنت اتمنى أن التقط صورةً له، وبعدها إنتبه أننا موجودون، فسأل أخي بكل برود ما بها ابنتكم، ماذا تشكو وهو بمكانه لا يحرك ساكناً ولم يفلت ذاك الهاتف من يده، وبعد أن شرحنا له حالتي قال خذوها لردهة النساء لتعطيها تلك الممرضة إبرة وخذوها بعد ذلك، نحن نظرنا لبعضنا فرغم الوجع ضحكت للحال الذي نحن فيه، وبعدها رجعت من تلك المستشفى والحمد لله، تحسنت حالتي بدعوات أهلي وناسي وكل صديق استجاب الله دعواته والحمد لله على كل حال. والله إذا أحب عبده ابتلاه..
ذكرت هذه الحادثة أو القصة الحقيقية من الواقع وكنت أنا من تعرض لتلك الوعكة الصحية.
لكن هنالك أسباب لذكري لها:
الأول أين خدمات تلك المستشفيات التي لازالت في حالة يرثى لها ومشاهد تؤلم وتدمي القلب،
فيها العليل عليه ان يتعافى، أين ذلك بل العكس يصاب بأمراض أخرى من المكان الذي سكنه الغبار والحشرات التي تملأ المكان ولا أنسى الشيء الذي يكون موجودا دائماً؛ القط والفئران.
هل هي مستشفى أم ماذا!
وهناك العديد من المشاكل الأخرى، منها نقص العلاج، وعدم توفره والكثير من الأزمات التي تعتري ذلك المكان، والشيء الأخير وهو يعتبر أهم عنصر في المستشفيات ونعني به الطبيب!.
يا ترى أين هو؟
سوف نجده جالسا بمكتبه وهاتفه وتلك الشاشة العملاقة! وهذه مشكلة كبيرة جداً، وأعني الهواتف في المستشفى وأجهزة الويفاي أكثر من أجهزة التخطيط للقلب والمغذيات والعلاج. أنا أردت توضيح مشكلة نعاني منها وعسى أن يكون ذلك واضحا لمن يهمه الأمر.
اضافةتعليق
التعليقات