من منّا لا يريد أن يحصل على فرصة ليرتفع بها سواء في دنياه أو آخرته؟ فالفرص تأتي سريعا وتختفي سريعا كما وصفها أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسحاب فقال: (الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير) إذ يجب الإسراع وعدم التباطؤ في استغلال فرصنا.
وذكرها أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) حين قال: (الأمس موعظة، اليوم غنيمة، وغداً لا تدري)(1).
أي علينا الاستفادة من تجربة الأمس واغتنام وقتنا الحالي فلا ندري متى يحين موعدنا, كما إن الإسلام قد أوصى بالعمل والنشاط والحيوية وعيش السعادة والسعي في العمل ليلا ونهارا ونهانا عن الحزن والنكد والكسل وكل ما يعد من وساوس الشيطان.
واغتنام خمسا قبل خمس هذا ما أمرنا به الرسول الأكرم الذي ورد في الحديث النبويّ الشريف لأبي ذرّ الغفاري، فقال: (ياأبا ذرّ، اغتنم خمساً قبل خمس: اغتنم شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك)(2).
سبحان الله كم هي عظيمة تلك الوصايا والأحاديث لو أردنا اعتبارها مفتاحا لأفكارنا وسلما لمفاهيمنا، لجعلت حياتنا أكثر سهولة وأعظم شأنا.
أنواع الفرص
هناك أنواع للفرص تحتاج منا أن نبحث عنها فقد تكون تحت موطئ قدمنا دون علمنا كأن تكون مهارة أو موهبة أو قد تكون خبرة اكتسبناها في عمل معين فما علينا سوى توجيهها وصقلها بالشكل الأمثل لاستغلال تلك الفرصة بالشكل الأفضل.
وقد سئل بعض المشاهير عن الفرصة فأجاب كل منهم بإجابة مختلفة حسب منظوره وحسب طريقة استغلاله للفرصة التي أوصلته إلى ما هو عليه، منهم ونستون تشرشل والذي قاد بريطانيا كرئيس وزراء مرتين خلال الحرب العالمية الأولى والثانية ورغم انه كان أرتل اللسان "يتلعثم" إلاّ انه قد كتب أروع الخطابات وأفضلها آنذاك حيث قال: "يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة".
أما هنري فورد والذي يُعتبَر واحداً من كبار رجال الأعمال الأمريكيين الذين ساهموا ببناء الاقتصاد الأمريكي فقد قال: "من الملاحظ أن الناجح هو من أحسن استغلال الوقت، في حين ضيعه غيره" والقائمة تطول لأصحاب النجاحات الكبيرة.
النجاح قصة عنوانها الصبر والعمل والمثابرة، النجاح يعني أن لا تهزم ولا تنكسر مهما حاربتك الظروف والناس، النجاح أن تبقى في محاولات مستمرة حتى تحقيق الهدف.
اضافةتعليق
التعليقات