"نعم نعم للقرآن" انطلقت حملة في مواقع التواصل الاجتماعي ضد الارهاب الفكري التكفيري الذي أجهر بفعله أمام الملأ وهو يحرق مرة واأرى يسحق كتاب الله العزيز بأقدامه تحت ذريعة الحرية الشخصية والحماية الدولية وها هو اليوم يتجرأ مرة أخرى ويحرق العلم العراقي في دولة أجنبية وتحت نظر السلطات وأمام الجمهور .
بينما استنفر المسلمون فعلته القبيحة التي تدل على كفارة إثارة الرأي العام حتى ينال الجنسية أو الاقامة لكن ليست كل الأمور تجري بما يشاء حيث أعلنت السلطات بمتابعة الأمر وتحريك الشعوب خاصة ونحن نملك القاعدة الأقوى مليارين مسلم أمام حشرة صغيرة، وكتاب مقدس والكلام على أي حال مسوق لتعظيم أمر القرآن وتجليله فمسه هو العلم به وهو في الكتاب المكنون كما يشير إليه قوله "إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وأنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" وفي آية آخرى لا يمسه إلا المطهرون .
هم الذين طهر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي وقذارات الذنوب أو مما هو أعظم من ذلك وأدق وهو تطهير قلوبهم من التعلق بغيره تعالى، وهذا المعنى من التطهير هو المناسب .
فالمطهرون هم الذين أكرمهم الله تعالى بتطهير نفوسهم كالملائكة الكرام والذين طهرهم الله من البشر، قال تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".
يمكن أن يشير هذا التعبير إلى الطهارة الظاهرية، كأن يكون مس كتابة القرآن مشروط الطهارة والوضوء، وكذا الإشارة إلى إمكان تيسر الوصول لفهم محتوى آيات القرآن من خلال تطهير النفس من الرذائل الأخلاقية، لأن الصفات القبيحة تمنع من مشاهدة جمال الحق باعتبارها حجابا مظلما بين الإنسان والحقائق.
وفي المس الظاهري نقلت روايات لأهل البيت (عليهم السلام) عن أبي الحسن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: (المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنب، ولا تمس خطه ولا تعلقه، إن الله تعالى يقول "لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" .
وجاء في مصادر أهل البيت (عليهم السلام) من طرق مختلفة أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال : "لا يمس القرآن إلا الطاهر".
وهذا المعنى يمكن الاستدلال عليه بواسطة العقل أيضاً، لأنه رغم أن القرآن الكريم هو كتاب هداية لعموم الناس، ولكننا نعلم أن الكثير ممن سمعوا القرآن من فم النبي الأكرم، ورأوا هذا الماء الزلال في عين الوحي الصافية، إلا أنهم بسبب تلوثهم بالعصبية والعناد والغرور لم يؤثر فيهم أي تأثير ولم ينتفعوا به أقل انتفاع، وهناك أشخاص اهتدوا به لمجرد أنهم سمعوا ولو قليلا لتطهير أنفسهم وتهذيبها وجاؤوا إلى القرآن بروح باحثة عن الحق والحقيقة، فعلى هذا كلما ازدادت طهارة وتقوى الانسان فإنه مرشح لإستيعاب المفاهيم القرآنية بصورة أعمق، ومن هناك فإن الآية تصدق في البعدين (المادي والمعنوي) و(الجسمي والروحي).
ومما لا شك فيه أن شخص الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) والملائكة المقربين هم أوضح مصداق للمقربين الذين أدركوا حقائق القرآن الكريم بصورة متميزة عن الجميع فقد أُطلق في الروايات على أهل البيت (عليهم السلام) عموماً بأنّهم شركاء القرآن، كما أُطلق على الإمام الحسين (عليه السلام) وعلى الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) خصوصاً. جاء في الزيارة الجامعة للأئمّة (عليهم السلام): «السلام عليكم أئمّة المؤمنين، وسادة المتقين، وكبراء الصديقين، وأُمراء الصالحين، وقادة المحسنين، وأعلام المهتدين، وأنوار العارفين، وورثة الأنبياء، وصفوة الأوصياء، وشموس الأتقياء، وبدور الخلفاء، وعباد الرحمان، وشركاء القرآن، ومنهج الإيمان، ومعادن الحقائق، وشفعاء الخلائق، ورحمة الله وبركاته»..
وأمّا الإمام الحسين (عليه السلام) فقد خوطب بهذا اللقب في زيارات عديدة، منها: زيارته (عليه السلام) في أوّل رجب، وفي النصف من شعبان، فقد جاء فيها: «السلام عليك يا شريك القرآن».
وورد هذا اللقب خصيصاً في زيارة الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف): «السلام عليك يا خليفة الرحمن، السلام عليك يا شريك القرآن».
حديث الثقلين وثيقة الشراكة بين القرآن والإمام الحسين (عليه السلام)
إنّ حديث الثقلين يعتبر وثيقة شاهدة ونصّ نبويّ صريح على شراكة الإمام الحسين (عليه السلام) مع القرآن، ومؤيداً لما ورد في الزيارة بوصفه شريك القرآن، ويُعدُّ حديث الثقلين من المتواترات، فقد نقله الفريقان، ولا يوجد ترديد في صدوره عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال الشیخ الطوسي: «وقد روي عن النبي (صلى الله عليه واله) رواية لا يدفعها أحد، أنّه قال: إنّي مخلّف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».
القرآن والإمام الحسين
وفي کربلاء وذلك المعترك وفي ظل تلك الظروف الصعبة والساعات الحرجة التي يفقد فيها أو في أقلّ منها الإنسان استقامته وتوازنه، نرى أنّ سيد الشهداء (عليه السلام) لم يفارق القرآن، بل كان يردد آياته الكريمة بين الحين والآخر، فإذا سقط شهيد من صحبه تلا آية بما يتناسب مع المقام، من قبيل قوله تعالى: (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) .
كما ينقل في التاريخ أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أعطى لـمَن علّم ولده سورة الحمد ألف دينار وألف حلّة، وحشا فاه درّاً، فقيل له في ذلك ـ حیث استکثروا هذا العطاء ـ
فقال (عليه السلام): «وأين يقع هذا من عطائه؟ يعني تعليمه».
وهناك شواهد عديدة، منها: قوله (عليه السلام) لأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) مساء التاسع من المحرّم: «ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غدٍ وتدفعهم عنّا العشية، لعلّنا نصلّي لربِّنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي كنت قد أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار».
فقد استمهل أعداءه من أجل تأخير المعركة ولو لليلة واحدة حتّى يتزوّد فيها من قراءة القرآن.
اضافةتعليق
التعليقات