أعوام تمضي وتعقبها أعوام أخر ولا تَرَىٰ فِي أثر الغيب عِوَجًا، وعزّ من قال" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ".
من آيات الله الكبرى في عصرنا وجود إمام زماننا المهدي (صلوات الله عليه) حاضر شاهدٌ بيننا أرواحنا وأرواح العالمين لِتراب مَقدمه الفِداء. وعزيزٌ علينا أن نَرى الخلق ولا نراه. ولا نسمع له حسيساً ولا نجوى .. وهو منتظرٌ مرتقب أنصارا لنصرةِ دينه وشيعته.. فماذا قدمنّا لنصرته؟ّ!
ألَا مِن لحظةِ تأملٍ وتدّبرٍ .. تقربنّا منه ومن معين ألطافه تبّصّرنا طريقه وتُنّورنا دربه. جهل وغفلة وسباتٍ .. أبعدتنا بعد المشرقين والمغربين عنه .
ولعل وسوف وربما ولولا و.. لا زالت مسوغات تحول بيننا وبين نصرتنا له.. فهل بقى من العُمر أمد مما مضى؟! ودعاء الغريق ينقذنا من ذلك كما أخبرنا إمامنا الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) بقوله: "ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يُرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت *وكيف دعاء الغريق قال: تقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".*
وعنه صلوات الله وسلامه عليه: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم {وفي رواية فألزم}: اللهم عرّفني نفسك، فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرّف نبيك، اللهم عرّفني رسولك، فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرّفني حجتك، فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني".
سيدي أما آن أنْ تطلّ علينا بطلعتك الرشيدة وغرّتك الحميدة فتغادينا ونغاديك وتكحل أنظارنا برؤيتك البهية النورانية.. لقد طال الانتظار سيدي وزادت اللهفة لك والاشتياق. فلا فرح ولا هناء بقدوم عامٍ أو انصرام غيره إلّا بحضورك بيننا.
فطوبى للعارفين بحقكِ.. المنتظرين لأمرك في عامنا هذا وفي كلِ عام.
اضافةتعليق
التعليقات