تتناقض المفاهيم والاسس الموضوعة لمصطلح يسمى ب(الحرية) مع الواقع المعيش لها، فمجرد تسميتها بهذا الاسم لاتعطي أي ايعاز بإباحة كل شي للفرد، فهناك أنظمة وقواعد يتحلى بها كل ماهو كائن على الواقع حتى المصطلحات المجردة التي تستخدم للعنونة لامر ما فهي تخضع لخط النظام، بغض النظر عن طبيعة هذه الانظمة وماهيتها، وفوق كل ذلك يحكم نظام عام موجود داخل كل فرد الا وهو الانسانية.
جميع الدول الان سواء على مستوى الشعوب أو على مستوى الحكومات تتدعي الحرية لكن هل من مُطَبِقٍ لها؟!.
من المهم فهم مصطلح الحرية بشكل عام قبل الخوض في اي حديث عنها .
تعرف الحرية على أنّها هي قدرة الإنسان على أن يتخذ القرار المناسب وأن يختار ما يلائمه من بين عدّة خيارات أتيحت له دون أن يتم إجباره على فعل أي من هذه الأشياء باستخدام الضغوط أو الشروط، وبصيغة عمومية تعرّف الحرّية على أنّها الحكم الذاتي للفرد في معالجة أو إبداء الرأي في موضوع معين، وهي التحرر من القيود معنوية كانت أم مادية والتي تكبّل أو تحدّ من طاقاته، فمفهومها يتسع ليشمل التحرر من العبودية لجماعة ما أو شخص ما، والتخلص من الضغوط والإجبار.
لنقرأ التعريف اكثر من مرة لنرى هل يوجد فيه عبارة تتيح للفرد التعرض لأي من ممتلكات غيره سواء على الصعيد المادي مثل: امواله وجسمه واهله وغيرها او على المستوى المعنوي مثل ديانته ومعتقده وغيرها.
بما اننا لم نجد ذلك لنجلس جلسة نضع فيها نقاط معينة حتى نوصلها لتتخذ شكلا معين..
*النقطة الاولى نضعها في اعلى اليمين لنقول فيها: لم تنص الحرية على الاساءة والتعرض لأي ديانة مهما كانت، اذن لماذا نرى الاساءة الواضحة لمجموعة من الاديان كالاسلام والهندوسية وغيرها من قبل دول كبيرة بحجة الحرية!.
*النقطة الاخرى نضعها في اعلى اليسار مقابلة للنقطة الاولى لنقول فيها: لم تنص الحرية على ايذاء أي فرد، اذن لماذا تزهق الاف الارواح كونها فقط لاتنتمي الى فئة معينة!.
*النقطة الثالثة في اسفل اليمين لنقول فيها: ان الحرية لم تتعدى خط الانظمة والقوانين اذن لماذا نرى التعديات والمخالفات التي تندرج تحت مسمى الحرية وتترك بدون محاسبة!.
*النقطة الرابعة نضعها في اسفل اليسار ان الحرية لم تتح الفوضوية في التعامل فهي لم تفرض مصادرة حرية السمع والنظر والاخلاق فلا يحق لك بحجة الحرية ان تجبر اذناي وعيني على ماتريد انت وان تتجاوز باخلاقك باسم الحرية.
والان لنوصل النقاط لنجدها ترسم مربعا، هذا المربع فيه حدود وزوايا يجب ان نضع مصطلح حريتنا وفقه حتى لايحصل تعدي او انتهاك ولنجلس جلسة مربعة لنتفاهم مع المجتمع مع ماهية الحرية وما تصبو اليه وان نفهمهم عبارة واحدة تكفي لجعلهم يفهمون ذلك _الى حد ما_ الا وهي: (لا حرية في الحرية).
اضافةتعليق
التعليقات