يرادفنا في مضمار الحياة ازدرائها حينا وتقبلها في جوانب أخرى، متأرجحين في سطوتها وبضع أمل يصالح انبهارنا بوجهها ويجحد في توقعنا إلى ما تبتغيه، الواقع له جهات تعددت بتعدد بني البشر قد يضع في عهدته كل زمامك وتخرج مكتوف اليدين، الواقع منقوص لا شيء يكتمل بين طياته نعيشه متأرجحين مد وجزر، يسر وعسر، مشائين في ضواحيه بكامل أناقة أحلامنا في أمل لا تقبله.
ضمن المفهوم المعرفي يعد الواقع مجحف في رتابته يمكننا إدراكه لأن الحياة لم تكتمل وخلقت منقوصة، السؤال الذي يرادف أذهاننا ما الواقع، كيف نستطيع مواجهته، هل فرديته حتمية أم يتعدد؟
فالواقع في مفهوم رؤاه هو مجموعة من الأفعال والأحلام والبشر، متعدد بين زيفه وحقيقته وبين صلاحه وقبحه، مواجهته تتمثل في الانسجام المجتمعي على أسس معتبرة في تغيير فردية المرء ثم المجتمع بما يؤول عليه من خلال فهم أدوات التأثير كالمدرسة والأهل وهكذا، ويستحسن وضعه بين الجوهر الاخلاقي والجانب المعرفي الراهن للخير.
يذكر أوسكار وايلد أن المجتمع موجود كفكرة عقلية، ففي الواقع ليس هناك سوى الأفراد، أما الواقع الآخر فهو الواقع الوهمي الذي يتفاعل مع سلوك الإنسانية في الزمن الحالي، وهو عبارة عن تشكلات حسية مادية، تقوم في أساسها على مبدأ الفلسفة المادية التي توغلت في تجريد الحياة من الروح والروحانية والمعنى، حتى تحول الإنسان في نهاية المطاف إلى شيء، جراء انغماسه في الأشـــياء، في العمــــل، في الاستهلاك، في المتعة المادية، في الوقوف عند حدود الحسي السطحي.
ومنها يحتدم الجدل حول الواقع والصراعات والتيارات المتوالية في الحياة وما يغزو ذهن الانسان، يعيش المرء محاولا تقبل واقعه ومصارعته من أجل العيش والمضي قدماً.
من جانب اخر لو تناولنا بعض من مشاكل الواقع وخاصة أن الشباب هم ينابيع دافقة متجددة بالسعي والجد، فالواقع في تقصيه واستنباطه نجد الكثير من المشاكل الراهنة وأولى هذه المشاكل هي عدم اتاحة الفرص وعدم الاستقرار الذاتي والنفسي بسبب عقبات الحياة المتوالية وأغلب المجتمع بينه وبين مشاكله يقف حائرا وتكمن الحلول في أن يسعى ويقود نفسه ويوجهها ويحاول ويكون منتجاً كفيلاً بنفسه محباً ناهضاً بمجتمعه وفرداً بارزاً في واقعه.
بديهياً الأفكار تؤخذ من صغار العقول وأكبرها فلكل شيء حكمة في هذا الوجود ففهم الواقع ومشاكله تجعل للمرء القدرة على استنباط حلوله لذاته فكل انسان مشكلته كامنة في ذاته وعلى قدره.
الأمر المسلم له انه الجميع في حاجة إلى حلول والقاعدة تؤسس من صغرها وتكبر، وجوهرية الدولة والمجتمع تتحقق في إنجاز التغيير والانجاز.
ومع الأسف نجد أن الواقع المتاح لا يتمثل بحيادية من يستحق والأمر المتوجب منظومة قانونية ورؤية اقتصادية شفافة ووجود القانون ودوره الحازم في تصويب افعال الناس، ودور القضاء المستقل ونبذه للنزاعات السياسية وعدم لجم حركة التمرد على الواقع عنصر فعال في البناء الوطني واضافة دور السيطرة النوعية في النظام الأقتصادي والتخلص من مافيات السوق والمال. والأشمل في ذلك وجود طبقة عاملة ووطنية تدافع عن مصالحها ومصالح المجتمع من جهة أخرى واستثمار القدرات للاستثمار والنهوض في مجالات الصحة والتعليم والتجارة والصناعة والابتعاد عن الفوضى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بحدود وتشريعات وسياقات وعدم النظم الاجتماعية دون تشويهيا والتوازن بين الاستهلاك والإنتاج وإيجاد طرق عملية وعلمية للمضي قدماً.
الوضع بتراكماته عليه أن يرسم بحدوده وإمكانيته في التحقق وتفعيل دور القانون والضمير أولا لأنه الدافع الأول وعماد نجاح أي انسان.
اضافةتعليق
التعليقات