• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter youtube instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • اعلام
  • صحة وعلوم
  • ثقافة
  • تربية
  • منوعات
  • خواطر
  • الصور

ثبات علي

سمانا السامرائي / الثلاثاء 15 شباط 2022 / ثقافة / 672
شارك الموضوع :

تحت الشمس وقفت سائلة ماذا يعني علي؟ وهنا تردد في كياني سريعاً جواب قوي واضح ثبات

في ذكرى مولده، سرني هذا الشرف أن أكتب عن شخصية عظيمة في مناسبة بهيجة كذكرى الولادة.. إنه شرف من نوع خاص، نداء علوي في تلك اللحظة التي مُلئت فيها حيرة وباغتني التخبط، وبما أنني لا أكتب في هذا الميدان كثيراً لأني أؤمن إن العلاقة بأهل البيت (ع) هي علاقة خاصة بيننا وبينهم، كل منا لديه مفهوم روحاني يخصه هو لذا توقعت أن يكون الأمر صعباً، لكن ما حصل كان مختلفاً تماماً!

تحت الشمس وقفت سائلة ماذا يعني علي؟ وهنا تردد في كياني سريعاً جواب قوي واضح ثبات

في عالمنا اليوم هناك الكثير من كل شيء، ملهيات كثيرة، أفكار كثيرة، معلومات كثيرة، مشاعر كثيرة، مصادر تسلية كثيرة، خيارات كثيرة، وفي وسط كل هذه الكثرة يتسلل العجز إلى دواخل الإنسان، تسلب منه قدرته على الاختيار، يصبح طافياً، لا جذور له، بعيداً عن الثبات.

في عالمنا اليوم لا يوجد شعور واحد ثابت بل زوبعة من مشاعر تزعزع حتى أكثر الكيانات استقراراً كل لحظة، لا يوجد فكرة واحدة ثابتة هناك طوفان من الأفكار، يجب عليك أن تردد أفكارك لنفسك بشكل دائم لتتذكرها، لتؤمن بها، لكي لا تبتعد عنها في خضم كل هذا التقلب، الثباتُ يصبح مطلباً أصعب وأصعب.

أحياناً نشعر بالضياع الشديد، نصبح هلاميون، لا نستقر على حالة، ونصف ذلك بالتحضر، العصرية، الانفتاح..

مع هذا يمكن عد الهلامية حالة أفضل من السيولة التي وصلنا إليها أو سنصل لها في المستقبل القريب، وستمحى معالم معظم ما هو جيد وجميل وصالح، تتراخى الحدود، تذوب، وتتلاشى.

نحن نفتقر إلى الثبات، نحن نحتاج إلى الثبات.

اكتسب الثبات سمعة سيئة عندما اتسم معظم الثابتين في عصرنا بالحدة وذلك لأنهم مؤمنون إيماناً قاطعاً برؤاهم -التي قد تكون صحيحة أو خاطئة- دون أن يعملوا العقل ويستخدموا أدوات المنطق للوصول إلى الرشاد والتحقق مما يؤمنون به للارتباط بها ارتباطاً يقينياً نابع عن معرفة أكثر منه وراثة أو حفظ أو سير مع التيار، لذلك الثابت في عصرنا شخص خائف من أن يجرفه التيار في أي لحظة، الثابت هو شخص لم يُمتحن بعد ليس إلا، أو قد يكون شخصاً ناجحاً بتجنب بؤر الأعاصير، شخص لم يخض غمار العيش.

الثبات الذي نجده في شخصية الإمام علي (ع) مختلف، إنه الثبات الحق، الثبات الذي يعلو على مخاوف الإنسان، مطامعه، أمانيه، مصالحه، وعن نفسه، فهو ليس ثباتاً لنيل الجنة، أو محض خشية من النار، إنه ثبات عارف بالحق متيقن منه، إنه ثبات محب مذعن مطيع قد سلم كل أمره لخالقه وآمن بحسن أقداره، إنه الثبات الناشئ من كون الفرد لا يبالي بآلامه أو راحته الشخصيتين، ينظر للصورة الكلية، للأثر الذي يلقي بظلاله على البشرية والتأريخ، إنه ثبات من أجل المعنى، إنه تفوق على الذات الدنيا واتصال بالأعلى والأعز والأعظم.

وحين نذكر ثبات المعصوم، يسأل سائل، أنا إنسان خطاء لا أستطيع الوصول إلى درجات العصمة تلك، وهذا صحيح، ولكن على الإنسان أن يسعى على الدوام للتكامل الأخلاقي والعبادي والروحي، فنحن لا نقوم حتى بأبسط الرياضات الروحية كالصلاة والصيام على نحو صحيح، ولا نتغلب على أنفسنا في تلك المواقف، نظلم أنفسنا بأنفسنا، فكيف نتوقع الحصول على نتائج؟

نحن نضع المعصوم كدليل إرشادي على طول الطريق عارفين إنه ليس بالإمكان وضعهم كأهداف للوصول لها كما نفعل تماماً عندما نضع رياضياً حافزاً لاكتساب لياقة صحية ونحن نعلم إننا لن نصبح رياضيين بل لا يمكننا منافسة من بدأ التمرن منذ صغره وقضى العمر يتدرب ويطور مهاراته ليصبح حاصدا للميداليات والألقاب، المنافسة غير عادلة  ومحبطة ومجحفة بحقنا.

لكننا ندرك أيضاً إننا لم نخلق جميعاً لنصبح رياضيين فالأدوار تتنوع، كذلك لم نخلق جميعاً لنصبح معصومين، غير إننا جميعاً بحاجة إلى القدوة، وإلى المرجعية، إلى ميزان نقيس عليه خطأ وصواب المسير، شخص ما طبق المفهوم الذي نؤمن به على نحو كامل، وهذا ما نجده في ثبات الإمام علي (عليه السلام) التطبيق العملي للثبات الذي يجب أن يتحلى به الإنسان، الإنسان الذي لا يعيش من أجل نفسه فحسب، بل ينبذ الفردانية، ليكون مع أخيه كبنيان مرصوص، ويعلو فوق المتع الدنيوية ليكون خليفة على الأرض بنظرة مستقبلية عالمية.

الامام علي
الشخصية
التفكير
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    آخر الإضافات للكاتب (ة): سمانا السامرائي

    "خطية": آفة عراقية

    "خطية": آفة عراقية

    الخميس 23 حزيران 2022/ 216
    التعليم ينحى عن عرشه في العراق

    التعليم ينحى عن عرشه في العراق

    الأربعاء 15 حزيران 2022/ 291
    ماذا بعد التحرير؟

    ماذا بعد التحرير؟

    الأربعاء 05 تموز 2017/ 796
    كلمات في زمن التبعثر

    كلمات في زمن التبعثر

    الأحد 16 تشرين الاول 2016/ 1511

    آخر الاضافات

    وآتيناه الحكم صبيّا

    الامام الجواد.. خازن الميراث

    هل يحتاج الغرب إلى الإسلام؟

    بعد حادثة ميناء العقبة في الأردن.. ماهي سبل الوقاية من غاز الكلورين؟

    الأكثر قراءة

    • 24ساعة
    • اسبوع

    الامام الجواد.. خازن الميراث

    • 44 مشاهدات

    هل يحتاج الغرب إلى الإسلام؟

    • 29 مشاهدات

    وآتيناه الحكم صبيّا

    • 26 مشاهدات

    بعد حادثة ميناء العقبة في الأردن.. ماهي سبل الوقاية من غاز الكلورين؟

    • 24 مشاهدات

    سلسلة الزواج الذهبي.. أهمية الأخلاق

    • 292 مشاهدات

    يوم الارامل الدولي :258 مليون أرملة في جميع أنحاء العالم

    • 221 مشاهدات

    "خطية": آفة عراقية

    • 216 مشاهدات

    كيف تربّي طفلك على الادخار المالي؟

    • 210 مشاهدات

    ماهو الفرق بين الصداقة والتقبل الاجتماعي؟

    • 203 مشاهدات

    هل زهرة اللوتس أفضل منك؟

    • 178 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    009647714768158
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • اعلام
    • صحة وعلوم
    • ثقافة
    • تربية
    • منوعات
    • خواطر
    • الصور

    اهم المواضيع

    وآتيناه الحكم صبيّا
    • منذ 11 ساعة
    الامام الجواد.. خازن الميراث
    • منذ 11 ساعة
    هل يحتاج الغرب إلى الإسلام؟
    • منذ 11 ساعة
    بعد حادثة ميناء العقبة في الأردن.. ماهي سبل الوقاية من غاز الكلورين؟
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2022
    2022 @ بشرى حياة
    facebook twitter youtube instagram telegram