الكتاب: أنت البطل
الفئة: قصص للناشئة
الكاتبة: القاصة نجاح الجيزاني
الرسام: علي رستم
عدد الصفحات: ٦٤
بات عمري الطفولة والصِبا بين محورين فقط أحدهما الكتب المدرسية والأجهزة الالكترونية وقد أهمل الكُتاب والأدباء إنتاج محتوى وقصص هادفة لهذه الفئة والشريحة المهمة والعمر الذي من خلالهُ يمكن ترسيخ عادة القراءة وصناعة طفل قارئ، لكن حتماً (لو خُليت قُلبت) وفي هذا الجانب تصدّت القاصة نجاح حسين الجيزاني لهذه الثغرة وكتبت مجموعة قصيصة تستهدف الفئة الناشئة (القرّاء الصغار) واستطاعت من خلال تسع قصص طرح مجموعة من القيم الأخلاقية والمفاهيم التي يحتاجها الطفل في هذا العمر فكانت أولى القصص تطرح فكرة (الكذب حبلهُ قصير) وقصة البطريق كركر الحزين على فكرة مهمة وهي التركيز على النعم المتاحة والتي في متناول اليد والتفكير بها وتضمينها في اطار النظر والتفكر للطفل بهذا العمر والقصة المعنونة بـ (عند رصيف المحطة) قدمت فكرة مهمة وهي أن الإنسان المعطاء الكريم سيرد الله تعالى عطاءه بشكل عطوف ورحيم جداً وهذه القصة ترسخ مبدأ العطاء والكرم والسخاء لوجه الله تعالى.
أما القصص الرئيسية في الكتاب كانت عن شهداء الحشد الشعبي الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن فكانت القصص تُروى على لسان أطفال الشهداء وزوجاتهم وتسلط الضوء على جزء من المعاناة المعنوية والمادية وكذلك الفجوة العاطفية التي يصنعها غياب الأب عن البيت وكيف لهذه التفاصيل أن تجعل من الأطفال ينضجون بسرعة ويلاحظون الفرق ويكبرون أبكر من أقرانهم، إن قراءة الطفل الناشئ لهذه القصص مهمة جداً لأنها تُشعره بقيمة وجود الأب في البيت وكيف هو مصدر الأمان وتقدر حضوره وجهده لهم ومعهم وكيف بأنهم ينعمون به، في حين أبناء الشهداء افتقدوا هذه النعمة وهذا يرسخ احترام الطفل للأبوين ويشعره بقيمة المجهود المبذول لأجله.
إن من واجب ومسؤولية الأمهات والآباء حالياً هو توفير هذه النوعية من الكتب لأطفالهم بعمر 9-12 عام لأنها ترسخ القيم الأخلاقية للطفل وكذلك أحث الكُتاب والكاتبات مهما كانت مستويات كتابتهم عالية وممتازة أن يخصصوا ضمن مؤلفاتهم كتاب واحد للناشئة تطرح فيه القيم الأخلاقية الدينية التربوية كما فعلت الكاتبة نجاح حسين الجيزاني لأن هذه الفئة تفتقر لهذه الكتب فأنا بهذا العمر أي قبل عشر سنوات من الآن لم تتوفر لي هذه النوعية بهذا المحتوى السلس والبسيط والملائم للقراءة، أخيراً إن صناعة طفل قارئ هو صناعة أمة مثقفة.
اضافةتعليق