شهدت خشبة المسرح الوطني تزامناً مع أيام عيد الغدير الأغر وبدء العطلة الصيفية عرضا فريدا من نوعه وطرحا جديدا على مجتمع النساء البغدادي، استطاع من خلاله أن ينقل دور النساء الرساليات في ذلك الوقت ويعززه في وقتنا الحاضر.
استمرت مدة العرض لسبعة أيام متتالية من 6 تموز ولغاية الـ 12 من الشهر نفسه، فقد تم عرض المسرحية من خلال كادر إيراني وبترجمة صوتية عراقية تحت عنوان: فاطمة (عليها السلام) وضمن العرض أسلوبا شاعريا وعرفانيا مميزا، وكان اقبال النساء قويا جدا من حيث الحضور والتفاعل.
ولتفاصيل أكثر كان لموقع (بشرى حياة) لقاءً خاصاً من مخرجة وكاتبة المسرحية السيدة "مريم شعباني" حيث حدثتنا عن تفاصيل المسرحية وقالت:
تعد مسرحية فاطمة من المسرحيات التي عرضت أكثر من خمسين مرة في مختلف محافظات إيران، وارتأينا نقل التجربة إلى العراق عن طريق ترجمة المسرحية إلى اللغة العربية الفصحى وتسجيلها صوتيا وتمثيلها من خلال مجموعة من الفنانات ايرانيات الجنسية، لكننا وبجهود الأخوات استطعنا تدريب مجموعة من الممثلات العراقيات وانضمامهن إلى كادر المسرحية.
يتضمن فريق المسرحية مئة امرأة ساهمت وساعدت في نجاح هذه المسرحية سواء في تصميم الأزياء، أو الهندسة الصوتية، أو التمثيل، وأود التنويه بأن جميع هذه الجهود هي جهود نسوية بحتة.
على الرغم من مساندة الرجال لنا خلف الكواليس وتقديم الدعم اللوجستي، ولا نغفل عن دور الأزواج في دعم النساء وكذلك دور مدراء الثقافة والفنون في العراق وإيران نستطيع أن نقول بأن الجميع ساهم وساعد في إنجاح هذا العمل ليشمل رضا السيدة العظيمة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
تتضمن المسرحية سبعة أجزاء من حياة السيدة الزهراء (عليها السلام) منذ ولادتها وحتى استشهادها بتطابق مع النصوص والروايات المتفق عليها بين الشيعة والسنة للحفاظ على نقل الصورة المشتركة عند المذاهب دون المساس بعقيدة أحد..
هل اكتفت المسرحية على عرض شخصية الزهراء (عليها السلام)؟
بالإضافة الى شخصية السيدة الزهراء (سلام الله عليها) تطرقت المسرحية أيضا إلى دور السيدة خديجة (عليها السلام) وبالأخص دورها السياسي والاجتماعي في شعب أبي طالب.
وكذلك دور النساء اللاتي عاصرن حياة السيدة الزهراء وكان لهن دورا بارزا في نهضة المجتمع الإسلامي وفي الغزوات تحديدا كدور السيدة أم سلمة، وأسماء، وفضة، ونسيبة...
كما تطرقنا إلى دور الشيطان في وسوسة الناس وسعيه في انحراف المسلمين عن طريق الإسلام الحقيقي.
كيف وجدتم تجربة المسرح في العراق؟
على الرغم من الصعوبات التي واجهتنا قبل وأثناء العرض المسرحي من المشاكل الفنية والرفاهية إلا أنها كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، وخصوصا أن العمل كان مشتركا بين دولتين شقيقتين هما العراق وإيران، إذ إن ٢٥ من الفنانات كانوا من الجنسية العراقية، وتحمّل فريق "لنحيا" وفريق "الكوثر" مسؤولية التدريب والاشراف طيلة أيام العمل ليخرج العرض بأفضل صورة ممكنة.
كيف شاهدتم ردة فعل الجمهور العراقي؟
لقد كانت ردة فعل الجمهور العراقي عظيما جدا سواء بمشاعرهم او كلامهم، فقد كان استقبال الناس وتفاعلهم مع المسرحية رائعا جدا لدرجة أزاحت عنا كل التعب والمشقة التي عشناها طيلة أيام العمل.
هل ستعيدون تجربة العرض في مدن أخرى من مدن العراق؟
إذا تمت دعوتنا بالتأكيد سنتشرف بعرض المسرحية في أي بقعة من بقاع العالم.
اضافةتعليق
التعليقات