تتداعى العلاقات لأن كلاً من الرجال والنساء يتعاملون مع الضغوط على نحو مختلف. فالرجال من المريخ والنساء من الزهرة والضغوط تزيد من حدة اختلافاتنا. وعندما لا ندرك الاختلاف في آليات التواؤم لدينا، يحدث الصدام بين المريخ والزهرة.
إن أكثر الصعوبات التي نواجهها اليوم هي أن كلاً من الرجل والمرأة يتعاملان مع الضغوط على نحو مختلف عن بعضهم البعض.
حيث إن الرجل والمرأة يستجيبان إلى الضغوط على نحو مختلف، فإن أنماط المساندة التي يتطلبها كل منهما للتخلص من الضغوط تختلف بالتبعية. فما يمكن أن يساعد الرجل على التخلص من إحساسه بالضغوط قد يكون على النقيض مما قد يساعد المرأة على الشعور على نحو أفضل.
فبينما يعمد هو إلى الاختفاء في كهفه لينسى مشكلات اليوم، تفضل هي التفاعل مع هذه المشكلات ومناقشتها. وعندما تتشارك المرأة إحباطاتها، يعمد الرجل إلى تقديم الحلول في الوقت الذي تحتاج فيه هي للا شيء سوى المشاركة أو التعاطف، وبدون فهم واضح لاحتياجاتهن الفريدة وردود أفعالهن للضغوط، فلا محالة من أن تشعر المرأة بأنها لا تلق الدعم أو التقدير الذي تحتاج إليه.
ويتذكر أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة فإننا نتغلب على هذا الميل نحو الصدام، ونتقابل بدلا منه في طرق من المساندة المتبادلة. فبدلاً من أن تشكل علاقاتنا ببعضنا البعض المزيد من الضغوط علينا، فلنجعل منها مرفأ نتوقع أن نلق فيه المساعدة والراحة والهدوء. نحن بحاجة إلى فهم الاختلافات بيننا إذا ما أردنا أن نكون في عون بعضنا البعض للتغلب على هذا التحدي. ومن شأن هذا الفهم الجديد لردود الأفعال المختلفة لدى الرجل والمرأة تجاه الضغوط سوف يتيح لعلاقاتنا أن تزدهر بدلاً من أن تتعلق بالحياة بالكاد.
ولقد أسفرت الأبحاث العلمية الأخيرة. كما سنتناولها في الفصلين التاليين. عن أن ردود الأفعال المختلفة تجاه الضغوط إنما هي متأصلة في عقولنا، بل ومحتومة إلى حد كبير بالتوازن في هرمونات أجسادنا وتصبح ردود الأفعال تلك أكثر حدة مع تعاظم الضغوط وسوف نعمد في هذا الكتاب إلى استخدام الأفكار العلمية إلى جانب المنطق لنسترشد بها في طريقنا. فمعرفة اختلافاتنا البيولوجية والكيميائية الطبيعية يحررنا من محاولاتنا السقيمة نحو إحداث التغيير في شركائنا، حيث نصل في النهاية إلى قبول هذه الاختلافات، وبدلا من أن نرفض بعضنا البعض نجد أنفسنا نضحك بشأن هذه الاختلافات فبشكل عملي، لا يمكننا تغيير الطريقة التي تستجيب بها أجسادنا للضغوط، ولكن بوسعنا تغيير الطريقة التي نستجيب فيها لردود أفعال شركائنا تجاه هذه الضغوط. فبدلاً من المقاومة والرفض، أو حتى النفور من شركائنا يمكننا تعلم طرق جديدة لتقديم العون لاحتياجاتهم، وكذلك الحصول على مساعدتهم في احتياجاتنا.
اضافةتعليق
التعليقات