تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بأصناف الأكل ونوعيته، وأسهم في ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما تقدمه من وصفات جديدة عبر "اليوتيوب" التي تغري الناظرين، والاهتمام بالطعام وأصنافه الجديدة لدى المرأة ليس وليدة اليوم فمن المحبب للأم أن تجرب أصناف جديدة من الأكلات لتلبي طلبات عائلتها وترضيهم، وهو شيء طبيعي وجيد ولكن من غير الجيد حين يصل الأمر حد التبذير أو المبالغة بالاهتمام على حساب أمور أخرى أكثر فائدة للمرأة والعائلة.
والغريب في الأمر هؤلاء يعانون من السمنة ويجدونها مشكلة تجلب لهم المعاناة ويرتعبون حين يخبرهم ميزان قياس الوزن، بزيادة وزنهم حتى لو كان كيلو غرام واحد وهم في شد وجذب، من جهة يعطون وقت كبير للتسوق والسوبر ماركت ومن جهة يسعون ليحصلوا على جسم رشيق مثل فلان وفلانة.
وهناك من يعتبر دخول المطعم شيء من الفخامة والترف والترويح عن النفس ولعل الفكرة في جوهرها حقيقة ولكن نجد الكثير يبالغ في قيمتها الايجابية على النفس البشرية، وأصبحت الناس تتسابق على المطاعم ويفتخر من يذهب لمطعم الأكلات غالية الثمن، وتراه بعض الزوجات أحد نواقص أو عيوب الزوج لعدم اصطحابه لها إلى المطعم.
ومن الحركات المثيرة للغيرة لدى الكثير حين ترى إحدى صديقاتها وقد نشرت صورتها وهي في المطعم، ويتم الضغط على الزوج لتقليد صديقتها، وأول شيء تفعله وهي في المطعم التقاط "السيلفي" لتنتقم لنفسها ومتأكدة أنها نجحت بإثارة غيرة وحسد بعض الصديقات.
يقول الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): "عجبت لمن يتفكر في مأكوله، كيف لا يتفكر في معقوله، فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه "(1).
ومن يتفكر بقول سبط الرسول يجد أنه مفهوم معلق بأذيال مفهوم آخر، فكلما انتبه الانسان إلى ما يدخل لعقله واهتم بصحيح المعلومة التي تغنيه وتشبعه آمن أن لعقله عليه حق لينمو ويثمر أفعال واقوال تصلح النفس ومن يصل إلى هذه المرحلة سيعلم أن السعادة الحقيقية لا تجلب معها السلبيات والنجاح لا يقوم إلا بالأسس الصحيحة.
كذلك فمن يرى أن السعادة في الأكل عليه أن ينظر لسلبياتها المدمرة للصحة، والانجاز ليس بإتمام وجبة فاخرة فاق بها التبذير والإسراف ولا يسمى نجاح يدخل من ضمن المخططات اليومية فـ(الأكل للحياة وليست الحياة للأكل).
..............................
اضافةتعليق
التعليقات