أعتقد أن تحديد نقطة بداية الثورة ونهايتها ليس بالأمر البسيط، ولكن بدايةً علينا أن نؤمن أن الثورة هي عملية تراكم أحداث تسبق حدث الذروة المتمثل في اندلاع الثورة.
والثورة هي في الأصل فكرة، والفكرة التي أساسها مبادئ وقيم، لا تموت. لذلك من الصعب أن نعلن انتهاء ثورة أو موتها أو حتى فشلها.
الأحداث المرتبطة بها يمكن أن تتراجع وتشهد انكسارات، ولكن الثورة نفسها لا تموت ولا تنتهي.
استطاع الإمام الحسين (عليه السلام) أن يوقظ الضمير الإنساني ويؤثر فيه باتجاه القيم الحقة، والانتصار لها، وتحقيقها على أرض الواقع، كونها لم تحدّد بدين أو مذهب أو قومية معيّنة، بل كانت للإنسانية جمعاء.
لقد جسد الإمام الحسين (عليه السلام) مبدأ عدم جواز الخضوع للسلطان الجائر بفعله قبل قوله، فإنّ ثورته بوجه يزيد واختياره الشهادة على البيعة هو خير برهان على رفض الإسلام شرعية السلطان الجائر وضرورة الخروج عليه، كما إنّه (عليه السلام) ركَّز على هذا الأمر في كل مراحل ثورته، إنّ الوقوف بوجه السلطان الجائر ومعارضته بالفعل والقول هو خطّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهجه.
إذن علينا القيام بثورة حقيقية تبدأ بأنفسنا لكي نستطيع الوقوف ضد الحاكم الظالم والوضع المزري الذي يعيشه البلد.
سوء الخدمات، البطالة، حالات الاغتصاب، الانتحار والكثير من الحالات في مجتمعنا تحتاج منا إلى ثورة عارمة للوقوف ضد مسببات هذه الأحداث التي كادت تفتك بالشعب العراقي، لا أدري كيف وإلى متى نبقى صامتين تجاه ما يحدث حولنا من استهانة بالمواطن العراقي..
هل السبب نحن؟!
أم الحكومة؟!
أم ماذا!
هل علينا أن نقف صامتين ونسلم بالأمر السيئ الذي يحدث لنا أم علينا أن نشجب ونستنكر ونصرخ عاليا كفى، كفى.. ما عدنا نحتمل وطن لا يرعى أبناءه، حكومة مستهينة بشعبها..
إلى متى!
وكيف!
نحتاج إلى قوة للوقوف بوجه من يسيء لنا.. نحتاج إلى أن يستيقظ ضميرنا للاطاحة بفاسدين الحكومة.. نحتاج إلى أن نصبح أحرار لا ذيول لهم.. إذن فلنعلن الثورة كل من منصبه، ولنعلن بأننا أحرار منهم ومن أحزابهم، لنبدأ نحن بأنفسنا علنا نجد التحرر من قيود الحكومة والأحزاب الفاسدة!.
لنعلن الثورة.. لنكن أحرار..
"الثورة ليست بتفاحة تسقط عندما تنضج, عليك أنت أن تجبرها على السقوط".
اضافةتعليق
التعليقات