مع مظاهر العولمة وتصادم الأفكار والآراء، والبعض منها لا يعدو كونه نظريات لم تبنى على واقع عقلي ومنطقي، وهذه النظريات زاحمت فكر العالم وسارت بهم إلى الاعتقاد بأفكار لو طُرحت على العقل بصورة واقعية لضرب بها عرض الحائط، لكن يبقى لبعض النظريات فضلا في كونها ترشدنا الى التفكير والبحث احيانا لإيجاد مكنونات الحقيقة.
وحتى لا نغفل عن حالات الشذوذ الفكري التي تحصل عند الذين لم يحصّنوا أنفسهم بمعرفة سليمة فجرفهم تيار التسليم الى قاع التخلف ومنهم من تاهوا في العُجب بفلان لأنه قال كذا وكذا وعندما تبحث عن رأيه تراه رأيا فاشلا مبنيا على حالات بسيطة ولا يمكن ان يتعمم.
في العتبة الأولى لتناول فكر معين لابد من الوقوف والتأمل، ماذا أريد أن أقرا؟ وما هي الغاية؟
كَثُر اليوم من يقرأون من أجل التسلية ولزيادة عدد الكتب التي قرأها حتى يدعي إنه في إطار الثقافة وعندما تسأله عن إحدى الافكار الموجودة في كتاب معين يقول لك أنا مؤمن بها وعندما تسأله عن كيفية إيمانه بها إما لا يجيب وإما يقول فلان كاتب قال ذلك، ترى هل فلان كاتب منزة، هل تأكدت انا من تلك الافكار ووجودها ام انقاد انقياد الاعمى نحو نظريات لا تعدو كونها فرضية لم تجد لها من واقعية ولهذا السبب بقيتْ مجرد فرضية في قاموس الجدل الذي إما ان يخرجها الى الواقع او تبقى مرهونة في طيات الكتب.
لنأتي الآن كيف أتبنى رأي فلان إذا ما نال اعجابي؟!
الخطوة الأولى أعرضه على العقل؛ هل هذا الفكر صائب، طبعا العرض يكون خارج إطار كون حامل هذا الفكر فلان من الناس، تنظر الى الفكر والنظرية كونه كما هو مجرد عن الشخص المتبنيه، فإن لم يوافق العقل فيثبت ضعفه وإن وافق فيبقى العقل قاصرا عن استيعاب الكثير من الأمور فتتجه نحو العلم ماذا يقول وتنظر في مزايا الفكر ثم لقصور العلم عن الاحاطة بكلِّ شيء تعود الى القرآن الكريم الذي يحكم فيه صحة او خطأ ذلك فإن لم تجدها في القرآن الكريم _وهذا محال_ فكلام أهل البيت لم يترك تفصيلا لم يذكره، وعليه كون الرسول وعترته اهل بيته تم اختيارهم من الباري عز وجل فتستطيع الاخذ عنهم لا بل الواجب ان تأخذ عنهم حتى لا تأخذك أمواج الافكار المبنية من خلال أشخاص عاجزون عن معرفة أنفسهم.
وبذلك بعد إثبات صحة ذلك تستطيع ان تتبنى هذا الفكر حتى عندما تُسأل عنه او يثيرك شكٌّ تجاهه لديك دليل عقلي واخر علمي والديني والذي هو الأهم وبذلك لا يغلبك أي مثقف زائف، أما إذا تمسكتَ بواحدة من النظريات من اتجاه واحد فستكون ضعيفا أمام الاسئلة التي ستوجه اليك من قبل الأطراف المتبقية وبذلك تكون عاجزا في الجواب.
كما في نظرية التطور التي تمسَّكَ أصحابها بجانب من جوانب العلم_وليس كله لوجود أدلة علمية ترفضها_ فواجهوا كثيرا من انتقادات العلم نفسه والعقل وكذلك اسئلة الدين لهم وإبطال آرائهم ولستُ بصدد الإطالة في ذلك لأني ذكرته كمثال حتى تتوضح الصورة.
فلا يجب أن يكون الفرد كما عبّر القرآن الكريم (كمثل الحمار يحملُ اسفارا) بل يكون واعيا متفهما لما يقرأ متحصنا من الفرضيات الواهمة.
اضافةتعليق
التعليقات