عن نبينا (صلى الله عليه وآله): "إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فأنظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله" .
روي أنَّ أساس الدين بني على العقل ، وفرضت الفرائض على العقل وربنا يعرف بالعقل ويتوسل اليه بالعقل والعاقل أقرب الى ربه من جميع المجتهدين بغير عقل ولمثقال ذرة من بر العاقل أفضل من جهاد الجاهل ألف عام .
سُئل النبي مما خلق الله عزوجل العقل قال خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة ولكل آدمي رأس من رءوس العقل واسم ذلك الإنسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ويبلغ حد الرجال أو حد النساء فإذا بلغ كشف ذلك الستر فيقع في قلب هذا الإنسان نـــور فيـفهم الفريضة والسنة والجيد والردئ ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج (الضوء) في وسط البيت .
فالعقل جوهر نوراني، قوة روحانية (النور الأبيض) خلقه الله أعلى يمين العرش في عالم الجبروت وهو باطن الملكوت، هو أول خلق من الروحانيين، في قول نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) أول ماخلق الله العقل .
وكذلك قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أول ماخلق الله نوري . فتفكر .
عن قول النبي العقل يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء ، و لم يعبد الله عزوجل بشئ أفضل من العقل ولا يكون المؤمن عاقلاً حتى تجتمع فيه عدة خصال منها :
-الخير منه مأمول والشر منه مأمون .
-يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه .
-لا يسأم من طلب العلم طول عمره ولايتبرم . (التبرم: الملل)
-أن يحلم عمن جهل عليه . فالنوضح هذه النقطة بحديث للمولى علي (عليه السلام ): ليس بعاقل من أنزعج من قول الزور فيه .
-يتجاوز عن ظلمه .
-يتواضع لمن هو دونه.
-يتسابق من فوقه في طلب البر .
-إذا عرضت له فتنة إستعصم بالله .
-أمسك يده ولسانه.
-إذا أراد أن يتكلم تدبر فإن كان خيراً تكلم فغنم وإن كان شراً سكت فسلم .
-إذا عرضت له فتنه استعصم بالله.
-لا يفارقه الحياء .
-لايبدو منه الحرص .
إذن لابد من السعي وتحسين العقل ، فكلما تسعى تقوى تلك القوة .إذن كيف ننتقل من النقص إلى العقل؟
بالمرتبة الأولى: بتكامل الإيمان
الإيمان يتكامل بالمعرفة والعمل المفروضات على الانسان (لا دين إلا بالمعرفة) فكلما أهمل أحدهما أو كلاهما أصبح جاهلاً ولم يتكامل إيمانه، حيث إذا كان تركه بسبب غفلة، تقصير، الانشغال فهو ضال ، أما إذا تركه عامداً ، جاحداً ، مستخفاً ، متهاوناً فهو كافر .
ومن شروط الإيمان الإعتقاد بالأئمة، والولاية للمولى علي (عليه السلام)، اذن انتبه لدقائق الأفعال والصفات فيك .
لننتقل من النقص إلى الكمال كي نستكمل الإيمان لابد من الجهد لتقوى قوة العقل بمخالفة نفسه الدنيوية ليخرج الى الكمال حيث ننتقل:
ـ من الراحة والكسل والنوم إلى صلاة الليل والقرآن … ففيهم تثبيت النور في القلب وحسن الوجه .
ـ من الثرثرة والضحك واللعب وضياع الوقت إلى القراءة والتعلم .
ـ من الجهل وأصدقاء السوء ومواقع الفديوهات القصيرة إلى إضافة لنفسك فعلاً كونياً وصفة مخلدة ووجوداً .
ـ من التبرج وتعدي حدود الأدب إلى الحياء والتأدب ومخافة الله تعالى، فالحياء قوة نفسية مرتبطة بالعقل يظهر أثرها في فعل الإنسان لها درجات أعلاها استشعار عظمة الرب سبحانه وتعالى، وعلينا أن نفرق بين الحياء والخجل، ولهذا ورد أنَّ الحياء من الإيمان إذن علامة العقل الحياء والدين .
بالمرتبة الثانية: طهارة النفس
-بالامتثال لأحكام ربك واحترامها تطهر نفسك.
-بالتوبة .
-بتهذيب الظاهر بالشرائع والباطن بالمعرفة .
-بغنى النفس أي الأستغناء عن الخلق.
-كتمان عيوب المؤمنين وأسرارهم.
-كثرة الأنفاق في أعمال الخير وضدها الانفاق في أعمال هوى النفس .
فاجعل أيامك ولياليك وساعاتك نصيباً لك في طلب العلم فأنك لن تجد له تضيعاً مثل تركه ، فأنت لم تأتِ بك الدنيا صدفةً بل خصك الله لسبب تفعله في عالم صغير فليكن فعلك كبيراً ومشرفاً لتحظى بجنةً تليق بفعلك وأكثر ، إحلم وحدد هدفك وابدأ مسيرتك بعقل واعٍ وباحث لتصل إلى النور، وانتبه لدقائق أفعالك فالمقدمات التقصيرية هي النواة الأولى لإنعدام الذات.
فبداية النجاح القرار الحازم ، فالنجاح له درجات لنحظى بنور من الله والنور درجات والعقل درجات والعلم درجات والجنة درجات فلنسعى لأعلى درجة بقرب النبي وآله بتطهير النفس والروح والاستحضار الدائم للآخرة والجنة، لنبني سنين نورانية نفخر بها، فلا تجعل الذنوب تحجب نور الله ل ، حتى في يوم من الأيام إذا انتهت مدتنا في هذه الدنيا نقدم على دارٍ مهيأة قد عمرناها بإيماننا وأعمالنا الصالحة .
بالعقل تكسب أعلى الجنان بإذن الله تعالى .
اضافةتعليق
التعليقات