عند العقلاء يُحترم الاستاذ ويُكرم.. تُقام الندوات لتداول علومه ونظرياته.. يتفاخر تلاميذه بالانتساب اليه والتتلمذ على يديه وعندما يموت يحتفظون بكل شي يشير اليه.. تُوضع التماثيل تكريما له.. يُحتفل في يوم ميلاده وتُأسس المراكز بإسمه.. تقام المجالس التأبينية في ذكرى وفاته.. كل ذلك احتراما لعلمه.
أما في عالمنا العربي.. الأمر ليس بهذا الشكل! من الممكن ان يُدثر علم وذكر شخص.. حسداً على علو مقامه !!لو نظرنا الى التاريخ قليلاً بعض النظر عن التعصب لأي جهة او مذهب ..مثلا نتصفح الاوراق التي كتبت من سنة 38 حتى سنة 94 هجري،، انه التاريخ الذي عاش فيه جعفر ابن محمد الصادق ...
لو تَمعنا في ما كُتب في هذه الفترة لعرفنا ان هناك رجلا كان هو الاتقى والازهد والاعلم.. انه مؤسس العلوم العرفانية والروحية في الاسلام وهو اول استاذ في الكيمياء.. هو جعفر الصادق لا غير !!
ولان الاغلب يعرف ان جعفر ابن محمد الصادق هو سادس الائمة عند المذهب الجعفري.. وسمعوا عنه الروايات والاحاديث ..هنا سأتناول جوانب مخفية ومختلفة عما يعرف الاخرون من حياته:
اولا: جانب العلوم وبالأخص علم الكيمياء.
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) هو المعلم الأرشد في الجامعة الاسلامية، واستطاع عليه السلام تخريج عدد كبير من العلماء من مدرسته في مختلف المجالات والفروع، وابدى الإمام سلام الله عليه اهتماما بالغا في علم الكيمياء وترك رسائل ومؤلفات عديدة في العلم المذكور.
واكتشف الإمام سلام الله عليه أنواعا من التركيبات الكيميائية أهمها مادة (بوتاسيوم فروسياند) والذي أطلق الإمام عليه اسم (الإكسير الأصفر) ومادة (فريسيانو بوتاسيوم) والذي أسماه الإمام (الإكسير الأحمر) ولم يعرف أهل أوروبا سر تركيب هذه الأملاح إلا بعد الإمام بسبعة قرون ..
وكان ابن حيان (الذي قال عنه الفيلسوف الإنكليزي فرانسيس بيكون: "إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء") من أوفى تلاميذ الإمام جعفر الصادق عليه السلام وأكثرهم تعلقا به،
- وذكر في كتابه (المنفعة) قائلاً :
أخذت هذا العلم عن جعفر بن محمد عليهما السلام .
اذن بعد هذا الكلام يكون الامام الصادق هو أبو الكيمياء واول استاذ فيها، وهذا ما يجهله عالمنا العربي ..
ثانيا: الامام وتعامله مع تلاميذه .
كان الصادق (عليه السلام) من اكثر الاساتذة حلما وصبرا في إلقاء دروسه على طلابه والاصغاء الى تعليقاتهم والرد على استفساراتهم.
جاء في الروايات انه اذا جاء شخص وسأل الامام سؤالا.. كان الامام يشير الى احد تلاميذه الى اجابته.. مثلا يشير الى جابر ابن حيان ان كان في الكيمياء والجبر.. ويشير الى هشام ابن الحكم ان كان السؤال يخص العقائد.. وهكذا.. وهذا من باب حرية الرأي والفكر عند الامام عليه السلام.
ولمعرفة المزيد من جوانب حياة الامام وعلومه راجعوا كتاب (الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب ).
نعم، فقد عرف الغرب قيمة الامام، واستفادوا من علومه.. قدروا الامام حق قدره كعالم نادر فاق العلماء، سبق زمانه بنظرياته .
اما نحن المسلمون!! بدلا من تقديره والاهتمام بعلومه.. ظلمناه.. وتم تكفير اتباع مذهبه (الجعفرية )!! ولم نقم له ذكرا في الجامعات العربية !
لا نطلب وضع التماثيل لتعريف العالم به ..ما نتمناه فقط زيارة لقبره من دون حواجز.. قبره! نعم قبره المهدم ظلما وعدوانا.. بحجة تحريم زيارة القبور.. قبره المتساوي مع الارض، بينما قبر ابو حنيفة وغيره من تلاميذ جعفر الصادق مبني ومضاء.. وقبر الاستاذ مهدوم ومظلم.. أهكذا يقدر الاستاذ ؟!.
اضافةتعليق
التعليقات