شهر هيأ الله تعالى به الأجواء الروحانية لتصقل النفوس البشرية وتطهرها لتكون أهلاً لضيافته وفي محل التعرض لفيض رحمته ولطفه الخاص.
ولأن علو الهمة من صفات المؤمن، روي عن الامام علي عليه السلام: (خير الهمم أعلاها).
نجد أن في أبرز أدعية هذا الشهر الفضيل (دعاء الافتتاح) أعلى مراتب علو الهمة (اَللّـهُمَّ اِنّا نَرغَبُ اِلَيكَ في دَولَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاْسلامَ وَاَهلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهلَهُ..).
فطبيعة الحال التي نعيشها وانتشار الفساد والظلم والضياع يستدعي الدعاء بالدولة الكريمة المتمثلة في امتداد الرسالة الالهية الحقة على يد آخر الاوصياء بقية الله عجل الله تعالى فرجه، والتي بقيادته تكون الدولة قادرة على إعزاز الاسلام واظهار مبادئه الحقه، وإذلال الكفار وبيان خسارتهم في الدنيا قبل الآخرة وبذلك تتحقق غاية خلق الانسان في الدنيا واختباره.
قد تعتقد أن هذه الرغبة والرجاء في قيام دولة الحق هي أسمى غاية يرغب بها المؤمن، ولكن! في تلك الدولة أين هو موقعنا فيها، قد نكون من المعارضين لها، وقد نكون ممن هم عالة على الدولة!.
فلم تخفَ عن قائد الدولة صاحب الدعاء مولانا بقية الله عن تخصيص فقرة في الدعاء لرفع همة الفرد ليقول: (وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ).
تكرار هذه الدعاء لمدة ثلاثين ليلة في شهر أبواب الرحمة فيه مُفتحة، كفيل بتغير ثقافة الفرد من التذمر واللامسؤولية الى ثقافة تحمل المسؤولية وهي أبرز صفات الثقافة الاسلامية الصحيحة، حيث يشعر الشخص بأن لدراسته، لعمله، لأفكاره، لوجوده أهمية عظمى تتجلى في محاولة الارتقاء وبناء الذات ليكون قائد في دولة الحق داعياً إلى طاعة الجبار.
نفس شعور الفرد بتلك المسؤولية السامية ستغير من سلوكه وتجعله يصل إلى ثمرة الصيام المتمثلة بالتقوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
حيث أن التقوى تعني وقاية النفس من عصيان أوامر الله ونواهيه وما يمنع رضاه.
من علامات التقوى:
- وقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن تفسير التقوى فقال: "أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك".
وبطبيعة الحال من يحاول أن يكون قائدا في دولة العدل الالهية سيتواجد في مواطن الطاعة ويتجنب مواطن المعصية.
- روي عن الإمام الباقر عليه السلام: "إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث".
- روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس".
اضافةتعليق
التعليقات