قال الإمام علي عليه السلام: "إن للقلوب إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض".
ماهي المفاهيم والاستراتيجيات للنفس التربوية والتعليمية التي يمكن استخلاصها من كلمة أمير المؤمنين علي عليه السلام؟
1- التقلب النفسي والوجداني (إن للقلوب شهوة وإقبالاً وإدباراً): إن النفس البشرية لاتبقى على حال واحدة فهي تتقلب بين الرغبة والملل، وبين الحب والكره، وبين الإقبال والادبار والفرح والحزن، وربما يكون هذا التقلب خلال وقت قصير جداً أو يأخذ فترة أطول بحسب طبيعة كل شخص، فهي كالليل والنهار، والبرودة والحرارة، والمد والجزر. وإذا عرفنا هذا بات لزاماً أن نتقبل تقلبها كحالة طبيعية يمر بها كل فرد منا.
2- التأثير في الآخرين: يأتي من خلال معرفة مايحبون ويرغبون إليه لا مايكرهون والدخول لهم من خلال ذلك، وهذه الاستراتيجية يمكن تطبيقها في كسب الآخرين والتأثير في قناعاتهم، ويمكن تطبيقها في كسب الآخرين والتأثير في قناعاتهم، ويمكن تطبيقها في المدارس من خلال تطبيق استراتيجيات تعليمية يحبها الطلاب كاستراتيجية التعلم باللعب أو المناقشة أو فرق العمل وهكذا، كما يمكن استخدام هذه الإستراتيجية في نواحٍ كثيرة من مجالات الحياة.
3-القدرة على إدراك مشاعر النفس ومشاعر الآخرين (التقلبات): وهي أحد أهم الأسس التي يعتمد عليها الذكاء العاطفي عند الفرد، وهي القدرة على إدراك التقلبات الانفعالية والمزاجية الشخصية وللآخرين ومنها يأتي معرفة متى تكون "مقبلة ومشتهية" ومتى تكون "مدبرة" ومعرفة ماالذي يرغبها ويشهيها وماالذي تكرهه وتعرض عنه مما يعني إتيانها من حيث ترغب وتشتهي وتحب ووقت شهيتها وإقبالها لتكون فاعلة ومتفاعلة ومقبلة ومنجزة.
وفي المجال التعليمي يمكن تطبيق قول الإمام علي عليه السلام في تنويع الاستراتيجيات التعليمية بحسب السمات والخصائص النفسية للطلاب.
وتأتي معرفة ماتشتهيه الأنفس في مجال التعليم لتضيء على تنوع أنماط أنفس الطلاب وما تميل إليه في طرق تعلمها، فبعض الطلاب يميل للتعلم الذاتي والآخر للتعلم الجماعي وآخرين للتعلم من خلال التجربة وهكذا، وإذا ما أدرك المعلم الاختلاف النفسي للطلاب ادرك أنه بحاجة لتنويع استراتيجيات التعلم التي تتناسب مع الجميع.
إدارة الصف: من أهم ركائز الإدارة الصفية هي الإدارة النفسية والانفعالية للطلاب ومن هنا تأتي أهمية معرفة الخصائص النفسية والانفعالية لكل مرحلة عمرية مثل مرحلة الطفولة والمراهقة واختلاف الجنسين (الذكور والإناث)، وما تحب وما تكره، وتقلباتها المزاجية ليتم التعامل معها بشكل ايجابي وتفهم بما تميل إليه وماتكرهه وبالتالي تحريك دافعية التعلم لديهم من خلال إشباع حاجاتهم النفسية كل بحسب طبيعته وجنسه وعمره.
اضافةتعليق
التعليقات